موقع دولة إسرائيل على الشق السوري-الافريقي, الى جانب كون حدوث الكثير من الهزات الأرضية القوية على مدار التاريخ فيها, تثبت لنا ان من الممكن وفي كل لحظة, حدوث هزة أرضية قوية أخرى في إسرائيل.
من المتوقع ان تحدث في اسرائيل هزة أرضية قوية, والتي من الممكن أن تتسبب في كارثة جماعية مع الاف القتلى والمصابين وفي دمار كبير لمباني وللبنية التحتية. في أراضي إسرائيل وعلى مدار التاريخ حدثت الكثير من الهزات الأرضية, قسم منها كانت قوية جدا وفتاكة. تُعلمنا التجربة في العالم ان في كل مكان حدثت فيه هزات أرضية في الماضي, من المتوقع حدوث هزات أرضية في المستقبل. لذلك من المتوقع حدوث هزة أرضية قوية أخرى في إسرائيل, لكن لا يمكن التوقع متى ستحدث وما مدى قوتها. بالرغم من انه لا يمكننا ان نمنع الهزة الأرضية القادمة, لكن في قدرتنا تقليص نسبة المصابين, هذا لأنه ليست الهزة التي تضعنا في الخطر, انما الأغراض والمباني الموجودة حولنا, التي من الممكن ان تنهار وتؤذينا. لذلك اتخاذ إجراءات تجهيز لهزة ارضية وتصرف صحيح عند حدوث هزة ارضية, تنقذ الحياة.
الخطورة في حدوث هزة أرضية في اسرائيل
المصدر الاساسي لخطر حدوث الهزات الأرضية في إسرائيل هو مجموعة شقوق البحر الميت, المعروفة باسم “الشق السوري-الأفريقي”. هذه الشقوق هي الحد الفاصل بين لوحين، اللذان يتحركان الواحد قُبالة الأخر: اللوح العربي (تقع عليه عمان والمنطقة المتواجدة في شرقي الأردن)، الذي يتحرك شمالًا نسبيا إلى لوح سيناء-إسرائيل (تقع عليه القدس والمنطقة الواقعة غرب الأردن). حدود اللوحان يمر في القسم الشرقي من إسرائيل على طول خليج ايلات, وادي عربة, البحر الميت, غور الأردن ومنطقة إصبع الجليل. متوسط معدل الحركة هو 10-5 ملمتر في السنة.
أدلة تاريخية, ادلة اثرية وجيولوجية كثيرة تخبرنا على أن مجموعة شقوق البحر الميت سببت على مدار التاريخ, في تكرار الهزات الأرضية المدمرة والفتاكة, وسببت لوقوع ضحايا ودمار في جميع البلدات في أرض إسرائيل وجوارها.
مجموعة شقوق البحر الميت سببت مكونة من مقاطع ووتيرة حدوث هزات أرضية يختلف من مكان لاخر. على طول , حدود اللوحان الذي يتراوح طوله تقريبا 1,000 كيلومتر, هنالك مقاطع التي لم تتحرك منذ اكثر من 500 عام. مع ذلك, في الواقع وبكون انه لم تحدث هزة أرضية قوية منذ زمن طويل, تهيئ في قسم من الحالات الفرصة ان مقاطع هذا الشق سينتجون هزة أرضية قوية أخرى, بحيث ان هذه المقاطع تٌجمع طاقة كبيرة, في نهايتها عليها التحرر في هزة أرضية.
شق مهم اخر في إسرائيل هو شق الكرمل (شق الياغور) , الذي من الممكن رؤيته جنوبي يوكنيعام حتى خليج حيفا. موقعه بجوار مناطق سكنية مزدحمة ومناطق صناعات ثقيلة, من الممكن ان يكون خطر كبير في حالة حدوث هزة أرضية. في هذه الأيام يقوم المعهد الجيولوجي الاسرائيلي

برصد تحركات القارات بواسطة أقمار اصطناعية ويتعقب الهزات الأرضية بمساعدة شبكة محطات رصد قشرة الكرة الأرضية.
هزات أرضية بارزة حدثت في اسرائيل
هنالك أدلة في اراضي إسرائيل على حدوث هزات أرضية قوية منذ عصر الكتاب المقدس. كذلك في عصر الهيكل الثاني هنالك توثيق على حدوث هزة ارضية. يوسف بن متتياهو, في كتابه تاريخ اليهود, يتحدث في كتابه عن حدوث هزة أرضية في سنة 31 قبل الميلاد, وتسببت الهزة نحو 30 ألف قتيل: “في السنة السابعة لمملكة هيرودس، كانت هزة أرضية في أرض اليهود لم يحدث لها مثيل من قبل، وتسببت الهزة في قتل عدد كبير من بهائم الارض. وايضا نحو ثلاثين الف شخص قتلوا بسبب انهيار المباني, بينما الجيش الذي تواجد تحت قبة السماء لم يتضرر مطلقا في الكارثة.
الأدلة على حدوث هزات أرضية قوية في إسرائيل, تستمر على مدار السنين:
في عام 749 – هزة أرضية قوية حدثت في غور الأردن. بيت شان والحمه تدمروا كليا, وأيضا دمار كبير ضرب مدن أخرى في جميع انحاء البلاد, بالأخص في طبريا, القدس, اللد, اريحا ومدينة جرش في الأردن.في عام 1033 – هزة أرضية قوية حدثت في غور الأردن. حدثت اضرار امتداد من مصر حتى سوريا. اريحا تدمرت, ودمار كبير ضرب الرملة ونابلس. وتدمرت أيضا مساجد وكنائس في القدس, الخليل, غزة وفي عكا. في عام 1068 – هزة أرضية حدثت حسب التقادير في خليج ايلات او وادي عربة. حدث دمار كبير في جميع انحاء البلاد, بالأخص في الرملة والمنطقة المحيطة بها. كان ما فوق ال 15,000 قتيل.في عام 1202 – هزة أرضية بقوة اكثر من 7 على سلم رختر في منطقة اصبع الجليل- الغور اللبناني. حولت مدار قلعة عتره على ضفاف نهر الأردن 1.6 متر بشكل افقي في هذه الهزة. حدث دمار واضرار كبيرين في مناطق التي ضمن سوريا اليوم, لبنان وإسرائيل. كان ما فوق ال 30,000 قتيل.
في عام 1546- هزة أرضية تقدّر قوتها اكثر من 6 على سلم رختر حدثت في غور الأردن. سبب لدمار كبير ولمئات القتلى في نابلس, اريحا, القدس, الخليل, غزة, الرملة ويافا.
في عام 1759 – هزة أرضية تقدّر قوتها اكثر من 6.5 على سلم رختر حدثت في الغور اللبناني, الهزة الأرضية سببت في تحرك افقي لوجه الأرض, الذي حول بنصف متر مدار قلعة عتره على ضفاف نهر الأردن. لقد شعروا في الهزة معظم مناطق أرض إسرائيل. الأردن وسوريا وتسبب دمار في صفد, طبريا. سعسع, الجش, عين زيتيم, سجرة, عكا وصفد. حسب تقديرات مختلفة, قتل ما بين 10,000-40,000 انسان.
في عام 1837 – هزة أرضية تقدّر قوتها اكثر من 7-6.5 على سلم رختر حدثت في شمال إسرائيل وفي لبنان. دمار كبير في كل منطقة الجليل, بالاخص في المراكز السكانية في صفد, طبريا, نابلس, الناصرة وصور. بيوت الكثيرين انهارت على قاطنيها وما ما فوق ال 7,000 قتيل, في صفد غالبية الإصابات كانت بسبب انزلاق التربة بسبب الهزة الأرضية.
في عام 1927 – هزة أرضية بقوة 6.2 على سلم رختر حدثت في منطقة البحر الميت. حدثت اضرار في المدن بجميع انحاء إسرائيل. كان ما فوق ال 3,00 قتيل ونحو 10,000 بناية دُمرت.
في عام 1995 – حدثت اقوى هزة أرضية التي تم قياسها في دولة إسرائيل – بقوة 7.2 على سلم رختر, حدثت في خليج ايلات, على بعد 100 كيلومتر جنوب مدينتي إيلات والعقبة. نظرا للمسافة الكبيرة نسبيا عن المناطق المأهولة بالسكان، لم تتسبب أضرار كبيرة الحجم او بالعديد من القتلى. وقعت الضرر الأكبر في القرى الصغيرة على امتداد شواطئ سيناء في مصر والمملكة العربية السعودية، مع القليل من الوفيات. في ايلات انهار فندق الذي كان قيد الانشاء, بدون خسارة في الأرواح, وتسبب في تشققات في الشوارع وفي جدران المنازل.
إبتداءً من هذا الاسبوع سنقوم بتكثيف نشر المعلومات عن كيفية التجهيز في حال وقعت هزة ارضية في منطقتنا .
مهم جدا أن نُنزل تطبيق الجبهة الداخلية كي نكون على بينة في كل المستجدات بالوقت المناسب .